بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى في كتابه العزيز
(ماننسخ من أية أو ننسها نات بخير منها أو مثلها
الم تعلم أن الله على كل شيء قدير الم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير أم تريدون أن تسئلوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ومن يتبدل الكفر بالإيمان فقد ضل سواء السبيل)
يأتي النسخ في اللغة بعدة معاني منها
الإزالة
أو النقل
أو التبديل
أو التحويل
اما في الشرع فهو رفع حكم شرعي بدليل شرعي متأخر
وذكر الله النسخ في القرآن وبين حكمته وهو الإتيان بما هو خير والخيرية تحتمل وجهين
1/ماهو أخف على البشر من الأحكام
2/ماهو أصلح للناس من أمور الدنيا والدين
واشتملت الايه على عدة أحكام سنذكرها باجاز
الحكم الأول
هل النسخ جائز بالشرائع السماوية؟
النسخ واقع بإجماع المسلمين ولم يخالف فيه إلا أبو مسلم الأصفهاني
واحتج بالآتي
1/(لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) فلو جاز النسخ لكان قد أتاه الباطل
2/(ماننسخ من أية)
على أن المراد بها نسخ الشرائع التي في الكتب القديمة من التوراة والإنجيل أو المراد بالنسخ النسخ من اللوح المحفوظ وتحويله الي سائر الكتب
3/قال إن الآية السابقة لاتدل على وقوع النسخ بل إنه لو وقع لوقع الي خير منه
أدلة الجمهور
1/(ماننسخ من أية أو ننسها نات بخير منها)
فهذه الآية صريحة في وقوع النسخ
2/واذا بدلنا اية مكان اية
والله أعلم بما ينزل قالوا إنما انت مفتر )
قالو هذه الايه واضحة وضوح الشمس في تبديل الآيات والأحكام والتبديل يشتمل على رفع وإثبات والمرفوع أما تلاوة وإما حكم وكيفما كان فإنه رفع ونسخ
3 /
سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها )
ثم قال ( قد نرى تقلب وجهك بالسماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام ) فقد كان المسلمون يتوجهون في صلاتهم الي بيت المقدس ثم نسخ ذالك وأمر بالتوجه إلى المسجد الحرام
4 / إن الله تعالى أمر المتوفى عنها زوجها بالاعتداد حولا كاملا في قوله تعالى )) الذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا وصية لازواجعم متاعا الي الحول )
ثم نسخ ذالك وأمر بأربعة أشهر وعشر كما قال تعالى ( الذين يتوفون منكم ويذرون ازواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا )
5 / إن الله تعالى أمر بثبات الواحد للعشره في قوله تعالى ( وان يكن منكم عشرون صابرون يغلبو ماتين ) ثم نسخ ذالك بقوله تعالى ( الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرين يغلبو ماتين )
الحكم الثاني
ماهي أقسام النسخ بالقرآن الكريم؟
1 / نسخ التلاوة والحكم معا فلا تجوز قراءته ولا العمل به ﻻنه قد نسخ بالكلية فهو كاية التحريم بعشر رضعات
2 / نسخ التلاوة وبقاء الحكم يعمل اذا تلقته الأمة بالقبول كما روي انه كان في سورة النور الشيخ والشيخه اذا زنيا فارجموهما البته
ولهذا قال عمر رضي الله عنه
لوﻻ أن يقول الناس زاد عمر بكتاب الله لكتبتها بيدي
وهذا نادر بالقرآن
3/نسخ الحكم وبقاء التلاوة وهو كثير بالقرآن وقد حدده بعض العلماء بثلاثة وستون سوره
الحكم الثالث
هل ينسخ القرآن بالسنه؟
اتفق العلماء على أن القرآن ينسخ بالقرآن وان السنة تنسخ بالسنه والخبر المتواتر ينسخ بمثله
فالشافعي, يقول الناسخ للقرآن لابد أن يكون قرأنا مثله فلا يجوز نسخ القرآن بالسنه
وذهب الجمهور الي جواز ذلك لأن الكل حكم الله تعالى ومن عنده
والراجح رأي الجمهور
الحكم الرابع
هل يجوز النسخ الي ماهو اشق واثقل؟
يقول الفخر الرازي
قال قوم لا يجوز نسخ الشي الي ماهو أثقل منه واحتجو بقوله تعالى ))
( نات بخير منها)
الجواب
الذي يدل على وقوعه أن الله تعالى نسخ في حق الزناة الحبس في البيوت الي الجلد والرجم ونسخ صيام عاشوراء الي صيام رمضان وكانت الصلاة ركعتين ونسخت بأربع بالحضر
الحكم الخامس
هل يقع النسخ في الأخبار أو القصص الواردة بالقرآن؟
جمهور العلماء على أن النسخ مختص بالاوامر والنواهي والخبر لايدخله النسخ لاستحالة الكذب على الله جل جلاله
يقول القرطبي والنسخ كله إنما كان بحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد موته واستقرار الشريعة فاجمعت الامه انه لانسخ
ولهذا كان الإجماع
ﻻ ينسخ ولا بنسخ به إذا انعقاده بعد انقطاع الوحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق